بين الحقيقة و الخيال انشغالات ادارية

لقد سرحت بخاطري و راحت بي الأحلام بعيدا و انا في جبال الألب متمتعا ببياض الجبال الممزوجة بخضرة الطبيعة و انا اتهيأ للشروع في التزحلق الألبي ( الذي لم اجربه من قبل في العهود البالية ) مستمتعا برحلتي الشتوية بعد ان قضيت جزءا من الصيف الأخير في الأراضي المنخفضة .
في تلك اللحظة رن هاتفي النقال ، واذا به احد أعضاء اللجنة الولائية لولايتي يطمئنني على صحة زميلي الذي تركته في مستشفى عين النعجة ( عفوا مستشفى كمستتشفى عين النعجة ) قائلا ان زميلك بخير و ان سيارة الاسعاف ( ربما يقصد طائرة الاسعاف ) ستوصله الى مدينته
بعد ان يقضي ايام استجمام في مركب اللجنة الوطنية المدشن حديثا باعلى التقنيات بالتعاون مع اللجنة العالمية للخدمات الاجتماعية ( تاسست حديثا بمبادرة من تلك الجزائرية ) ، و انهم بصدد البدء في مشاريع ضخمة في الجزائر تهدف الى بناء طرق سيارة ( على غرارمشروع القرن الجزائري ) خاصة بعمال قطاع التربية .
وكذا كيفية الاستثمار في الأموال الطائلة للجنة الوطنية 4000 مليار سنتيم ( نصف مليار دولار ) في البنوك العالمية و مشاريع الطاقة و ربما حتى بناء السدود لتعود الفائدة على الجميع و اولهم المعلمين من عائدات الأسهم ( بالطبع غير الربوية ) لأنه لا يعقل للمعلم بعد ان يزور بيت الله الحرام حاجا او معتمرا ان يرجع الى الربا . كيف ذلك و هو الذي بنى بيت الزوجية من قرض بدون فائدة ، قدمته له الوطنية و اصبح يتبختر في تلك السيارة ( ليست الماروتي الحمراء التي يحلم بها اخونا الهوني ) دون ان يخشى التفاخر على ابن زميله اليتيم الذي لم يعد في حاجة الى شيء لأن الوطنية صرفت له منحة تضامنية تفوق الحد الأدنى للأجور بـ 20 مرة و لا يخاف عين حاسد من ذلك المعلم المتقاعد الذي بدوره لم يعد في حاجة الى ان ينتظر راتبه كل 26 من الشهر بسبب البونيس الذي صرف له عند تقاعده و الذي يكفيه 30 شهرا … و لم يعد يفكر لا في تمدرس الأولاد و لا في دفاترهم فهم مسجلون في المدارس الخاصة التي انشاتها الوطنية بتعاون الجميع .
شكرت زميلي على خبره الجيد ، واقفلت هاتفي و اذا به يرن مرة ثانية ، قلت في نفسي ماذا نسي زميلي ، و اذا به منبه الهاتف يعلن عن وقت الاستيقاظ .



اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.