الئ من ينتسبون

يأخذني الذهول والحيرة والقلق وأنا أنظر إلى أولئك المتملقون ، أولئك التائهون في زحــام الحياة وهم ينظرون إلى أنفسهم وكأنه لم يخلق بعدهم بشراً ، أو أن الحياة لهم فقط ، هؤلاء الضائعون في شكليات الحياة أصحاب العقول المرجوجة والكلمات التافهة المتشبهين بالنساء والبعيدين كل البعد عن الرجولة والأصالة والخلق الحسن تجرنا الحياة أحياناً إلى بُعد أخـر لا يوازي البُعد الذي نتعايشه مع دوينا وعائلتنا وأخلاقنا وعاداتنا وتقاليدنا ( وسماحة ديننا ) .
بمجرد المرور في زحــام الحياة تصادفنا صور شتى لأشخاص هم قاب قوسين أو أدنى من هذه الدنيا بكلماتهم الركيكة ومصطلحاتهم التافهة التي لا يفسرها منطق ولا عقل ولا تقبل في قواميس الترجمة من وإلى أي لغة نفهمها ونتعايشها كبشر ، هناك صنف غريب يتجول بيننا يحاول غزونا بكلماته المقلوبة رأساً على عقب ، هذا الصنف يصادفنا يومياً مراراً وتكراراً في جامعاتنا ومدارسنا ومستشفياتنا وشوارعنا والمشكلة أنه يجمع بين الجنسين .
أي رجل هذا الذي يحاول أن يصنع من نفسه أنثى في عصراً نحتاج فيه إلى رجولة بمعنى الكلمة ، وأي رجل هذا الذي يتجول بتسريحة شعر غريبة ووجهً فاضح لا يبت بصلة لمعنى الرجولة وملابس بألوان لا تقبل حتى في مسرحيات الأطفال ، وأي رجل هذا الذي يضع في يديه خيوطاً غريبة ملونة ومزركشة ومعقدة ( حتى عجائزنا تركتها ) ويلف على رقبته سلاسل وحبال ويضع على ظهره أشكالاً وصوراً لأشخاص هم سبب كبير في ضياع شبابنا وجرهم إلى أنفاق الحياة المظلمة ، أي رجل هذا الذي يرتدي ملابس ضيقة تكاد أن تتمزق ويبرز مفاتن جسمه للآخرين ويردد ألتواءات غريبة في الكلمات المرخية والهشة بصوت مقرف ( هل هذا واقعي – هل هذا وعي ) حسب اعتقادي لا أظن ذلك .. فالحياة بنظرة أخـرى غير هذه الشكليات والدنيا جسر من التواصل طويل المدى أكتب ذلك بعد ما قمت شخصياً بمناظرة غريبة بين شباب وشابات من أعمار مختلفة واجهت فيها الجنسين بأسئلة واقعية وبسيطة لهم والنتيجة كانت متشابهة وصورة طبق الأصل بينهم جميعاً في التفكير ( الموضة – العصر – الحضارة – العولمة – التقدم – التطور ) إجابات غير شافية وأتضح لي أن هذا الغزو مستمر بقوة جارفة بين هؤلاء الضائعين ( مع احترامي لنسبة كبيرة من الشباب والشابات ) في وقت لا يسعنا إلا أن نقول ( على الدنيا السلام )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.