تحويل رؤساء مراكز امتحان البكالوريا بين الولايات يثـير الغضب

الوزارة تبرر ذلك بفرض النزاهة والإنضباط داخل كل المراكز
تحويل رؤساء مراكز امتحان البكالوريا بين الولايات يثـير الغضب

قررت وزارة التربية تحويل مدراء الثانويات المكلفين بإدارة مراكز إجراء امتحانات البكالوريا خارج ولاياتهم قصد ضمان قدر كبير من النزاهة في تأطير هذا الامتحان المصيري. ويأتي القرار، الذي قوبل بالرفض من طرف بعض مدراء الثانويات عقب شكاوى سجلت في دورة جوان 2024 تضمنت الإشارة إلى تورط بعض الحراس والمؤطرين في بعض التجاوزات لدى مترشحين معينين. تضمنت الترسانة القانونية التي تحدد شروط تنظيم دورة البكالوريا لهذا العام إلزامية تحويل مدراء الثانويات المكلفين بإدارة مراكز إجراء امتحانات البكالوريا من ولاية لأخرى، تفاديا لأي تجاوز كانت قد سجلته الدورات السابقة. وكعينة على هذه التجاوزات ذكرت مصادر نقابية أن دورة العام الماضي شهدت اتهام بعض رؤساء المراكز وأساتذة ولايتين في وسط البلاد بتقديم تسهيلات للمترشحين وصلت إلى حد كتابة أجوبة بعض المواد على السبورة داخل حجرة الامتحان، ومن شأن تواجد مدير مركز غريب عن الولاية وحتى عن المنطقة فرض نوع من الانضباط داخل مركز الامتحان الذي يديره، كما أن تورط حراس أو مؤطرين في مثل هذه التجاوزات في الثانوية التي يرأسها خلال أوقات الدراسة يضعه في موقف جد صعب في تطبيق العقوبات، مما يعرض عملية الامتحان لانحرافات قد يصعب ضبطها فيما بعد.
أما ثاني عامل بنت عليه المصادر النقابية تفسيرها لإقرار مثل هذا الإجراء وهو تذكيرها ببعض الملاحظات التي كانت تسجل في دورات البكالوريا السابقة، والتي تتعلق باكتشاف إجابات متشابهة لدى عشرات المترشحين، مما يوحي بحدوث غش جماعي، وهو ما يعقد في عمليات التصحيح التي تتم على مستوى مراكز جهوية.
مقابل ذلك طالب فرع مديري الثانويات التابع لجمعية موظفي التربية بولاية وهران، وزير التربية الوطنية بالعدول عن القرارات الأخيرة التي اتخذها، والقاضية بنقل رؤساء مراكز إجراء امتحان شهادة البكالوريا خارج ولايات عملهم، ”محملين في ذلك المسؤولية كاملة لمن يقف وراء هذا التخطيط الذي قد تترتب عنه أخطاء غير محمودة العواقب”.
وفي رسالة إلى وزير القطاع، نبه مدراء التعليم الثانوي بوهران، المعنيين مباشرة بهذا الإجراء الذي يمس أيضا بعض مدراء التعليم المتوسط المدعوين عادة لتولي رئاسة مراكز امتحان البكالوريا، إلى خطورة ما قد ينجر عن القرار الذي سيمس حسبهم بمصداقية هذا الامتحان الهام، منبهين إلى عدم تحملهم لأي مسؤولية تجاه ما يحدث من أخطاء في عملية الإشراف وتسيير مراكز الإجراء.
وأوضحوا في مراسلتهم التي تحوز ”الخبر” على نسخة منها، أن سر نجاح رؤساء مراكز إجراء امتحان البكالوريا يكمن في وحدة وتجانس فريق أمانة المركز الذي كانوا أنفسهم يشرفون على اختيار أعضائه من بين الأساتذة والإداريين الأكفاء الموثوق في نزاهتهم وأمانتهم أكثـر من غيرهم. ”وإذا جُرّد رئيس المركز من هذا السند القوي فسيصبح مجرد عنصر تائه بين مجموعة عمل مفروضة عليه يجهل عنها كل شيء، ما يجعل إمكانية نجاحه في تسيير المركز غير مضمونة، خاصة وأنه سيصبح غريبا في وسط مجموعة لم يشرف على اختيارها لضمان خطة ناجحة في إدارة أهم امتحان في المسار التربوي برمته”.

 المصدر :جريدة الخبر
2024-04-22

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.