قصة محزنة كما تدين تدان -للحياة الزوجية

هذه قصة قراتها واردت ان انشرها للافادة ارجو الردود
انا امرأة تجاوزت الستين من عمري بعدة سنوات، ارملة منذ زمن، ولا املك من حطام الدنيا سوى ولدين، ابنة متزوجة وتقيم مع زوجها في الخارج لانها ترافقه في بعثته الدراسية ولها اكثر من سنتين غائبة عني لا تحضر الا في اجازات قصيرة لا تتعدى الأيام العشرة، فتقضيها في الخروج مع زوجها والاستمتاع بالوقت، ولا تقضي من يومها معي سوى دقائق قبل خلودها إلى النوم.
اما ابني الوحيد فهو الآخر متزوج، لكن طبيعة عمله تجعله يغيب عن منزل الزوجية ليومين، ثم يأخذ راحة يومين، فيقضي اول يوم في النوم واليوم الثاني مع زوجته واولاده، ولا يحضر لزيارتي الا كل عدة اشهر.
اعيش الوحدة والحزن.. اقضي الليل بالبكاء واجترار الذكريات في غرفتي الموحشة.. فقد كرست حياتي بعد وفاة زوجي لابني وابنتي، ولم اتزوج مع انني كنت في ريعان الشباب وقت وفاة زوجي. تأخذني الافكار يا سيدتي الى مكان بعيد فتلعب بي الظنون في ان زوجة ابني نجحت في ان تجعله ينسى الرحم الذي حمله تسعة اشهر والقلب الذي يحبه من دون غرض.. ثم اعود بذاكرتي الى الوراء وادرك ان ما يحدث لي في الحاضر هو جزاء ما فعلته في الماضي في حق امرأة طيبة ظلمتها في شبابي.. هي ام زوجي!
اتذكر يوم ان تقدم زوجي للزواج بي. كان في غاية الوسامة، وكانت قلوب البنات تخفق عندما يسير ببدلة عمله الانيقة. فقد كان ضابطا في الجيش، وكانت بنات جيلي وقتها يعشقن الضباط بملابسهم الرسمية، وتتمنى كل فتاة ان يكون لها نصيب مع احدهم.. وقد احببني زوجي واختارني من بين بنات الحي. لكن شابت فرحتي بالزواج غصة بعد ان علمت ان والدة زوجي تحاول جاهدة تغيير رأيه لانها كانت ترغب في ان يتزوج ابنة شقيقها الا انه ابى وتمسك بالزواج بي.
بعد الزواج يا سيدتي انتقلت للعيش مع زوجي ووالدته لان والده قد توفي وشقيقته تزوجتا والمنزل خال. منذ اليوم الاول لزواجي يا سيدتي لم انس لوالدة زوجي موقفها، فأخذت اكيد لها عند زوجي حتى جعلته يتصور انها هي التي تثير المشاكل.
زاد ارتباطي بزوجي بعد ان انجبت له ابني البكر، وبدأت بزيادة مؤامراتي ومكائدي ضد السيدة التي كانت طيبة بالفعل ولم تحاول ايذائي.. انجبت ابنتي الثانية لكن بعد ان وضعتها باشهر قليلة توفي زوجي مستشهدا اثناء التدريبات الخاصة بعمله في الجيش.
كانت وفاته يا سيدتي كارثة وبدلا من ان تقرّب المصيبة بيني وبين امه، بدأت اعاملها بطريقة اخجل من ان اذكر تفاصيلها.. وعلى رغم ذلك، ولانني اضطررت إلى النزول للعمل هربا من الملل والحزن والالم، ظلت والدة زوجي تؤازرني، وكانت ملاكي الذي رعى طفلي في غيابي. ولم اعرف قيمتها الا عندما دخلت مخدعها ذات ليلة باكية كما كان عهدها منذ توفي ابنها ولم تستيقظ، فقد ماتت في هدوء وهي نائمة واكرمها الله سريعا بلقاء ابنها.
بعد رحيلها كرست حياتي لطفليّ، وعملت جاهدة على تربيتهما حتى تزوجت ابنتي ورحلت عن المنزل واصر ابني على الزواج من زميلته فوافقت وجاءت العروس لتعيش معنا.
وكأن التاريخ يعيد نفسه يا سيدتي فقد اخذت زوجة ابني تكيد لي عند ابني، وانتهى بها الامر إلى ان اقنعته بترك منزل العائلة والانفراد بالسكن بعيدا عني، ولم تكتف بذلك بل نجحت في ابعاده عني حتى انني لا اراه الا كل عدة اشهر.
انني مؤمنة بقضاء الله وبانه يمهل ولا يهمل.. فقط اخشى ان اموت وحيدة من دون ان يشعر بي احد وابني جاحد وقاسي القلب.. ارجوا ان يقرأ رسالتي علَّ قلبه يرق وعلَّ الله يغفر لي ما فعلته في والدة زوجتي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.