نال صلى الله عليه وسلم اعلى درجات الصابرين

السلام عليكم
الصبر
أيها المسلمون اتقوا الله تعالى وخذوا مما جرى لنبيكم صلى الله عليه وسلم عبرة في الصبر على الدعوة إلى الله عز وجل وعلى ما يصيبه في جانب ذلك لو شاء الله تعالى لم يكن ما جرى ولكنه سبحانه شاء ذلك لحكمة

لأجل أن ينال رسول الله صلى الله عليه وسلم أعلى درجات الصابرين
ولأجل أن يتخذ الدعاة إلى الله من هذا عبرة يسيرون بها وعليها

ولقد كان المصلحون من هذه الأمة يجري عليهم شيء كثير من الأذى من أعداء أهل الخير فالإمام أحمد رحمه الله أوذي في الله عز وجل حتى إنه ليسحب بالبغلة في السوق ويضرب بالسوط حتى يغمى عليه لماذا لأنه دعى الناس إلى أن يقولوا إن كتاب الله هو كلام الله منزل غير مخلوق

وهذا ابن تيميه رحمه الله حصل له من الأذى والحبس والضرب ما يحصل بسبب أنه صدع بالحق ودعى إلى الله حتى إنه مات مسجوناً بقلعة دمشق

وكل من تأمل ما جرى للدعاة المسلمين عرف ما لله تعالى من الحكمة في ذلك فاصبروا أيها المسلمون اصبروا على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والدعوة إلى الله عز وجل وكونوا عند الدعوة إلى الله وعند الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر كونوا مريدين للإصلاح لا للأنتقام ولا للحقد والبغضاء فإن بعض الناس يكون عنده من الغيرة ما عنده ولكنه عندما يأمر تجده يأمر بحقد وعنف وبغضاء لا لا يفعل

وإنما يأمر بلين ورفق حسب ما تطلبه الحال وينبغي أيضاً أن ينوي بأمره ونهيه إقامة دين الله عز وجل وإصلاح عباد الله وهو مع النية الصالحة والطريقة المحكمة سوف يصل إلى غرضه ومقصودة بإذن الله ولكن أن لن يعلن كثيراً من المصلحين هو أنهم يأتون بعنف ويأتون وقلوبهم مملوءة بالحقد على أهل الشر والفساد

صحيح أنه لا يجوز أن نحب فسق أهل الفسق أو فساد أهل الفساد ولكن يجب علينا أن نداويهم بالدواء الناجع لأن أهل الفسق والفساد هم مرضى بل أشد من المرضى فإذا كان المريض الذي أصيب بداء في بدنه يذهب به إلى المستشفى ليعالج برفق

فهكذا أيضاً المريض الذي أصيب بمرض في قلبه وسلوكه ينبغي أن يعامل بالرفق و اللين لعل الله تعالى أن يهديه وبهذه الطريق يكون الإنسان فاعلاً لما أوجب الله تاركاً ما أمر الله به في قوله ( ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ) (النحل: من الآية125)

وليعلم الإنسان الذي اتاه الله علماً أن عليه من المسئولية أكثر مما على الإنسان الذي لا يعلم
قال الله تبارك وتعالى لنبيه (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ تَنْزِيلا ًفَاصْبِرْ لِحُكْمِ ربك )

من كلام الشيخ ابن عثيمين

*******

والدعوة هي التي تنقل الأمة إلى الخيرية،
يقول تعالى: (كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ)(آل عمران: من الآية110).
فالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر النابع من الإيمان بالله هو دعوتنا.
هذه الدعوة لها سلاحان هامان هما:
العلم،
والصبر..
فهما شرطا صحتها وفاعليتها،
أما شرط قبولها عند الله فهو الإخلاص لله سبحانه،

فالدعوة لا بد لها من العلم لقوله تعالى: ( أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ)(يوسف: 108)،
فالبصيرة: هي العلم،
وهي الحكمة في قول الله سبحانه وتعالى: (ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ)(النحل: من الآية125)،
وهي الحق في قوله تعالى: (وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ)(العصر: من الآية3).
******************
ويبقى باب الصبر بابا واسعا يلج منه الدعاة إلى الله والسائرون في طريق الحق ممتثلين نصب أعينهم دائما وأبدا قول الحق سبحانه: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) (آل عمران:200).
وصلِ اللهم على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم تسليما كثيرا.

م/ن

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.