نيكولا تيسلا عبقري مجهول الجزء2

بدأ الكلام عن النظام الكهربائي الجديد التيار المتناوب ينتشر ونالت إعجاب "جورج وستنغهاوس"، فوقع على‬ ‫عقد مع تيسلا يمنحه الحق في استخدام هذا النظام مقابل حصول تيسلا على مب.50,2 دولار لكل كيلـوواط‬ ‫من الكهرباء التي يتم بيعها.‬أصبح لدى تيسلا فجأة أموال كثيرة تمكنه من إجراء اختباراته الاستثنائية التي طالما حلم بها.‬
عندما تجاوزت عائدات تيسلا من مردود شركة "وستينغهاوس" مبلغ المليون دولار، راحت الـشركة تواجـه‬ ‫مصاعب مالية كبيرة. وأدرك تيسلا بأنه لو أبقى على شروط الاتفاقية كما هي مع الـشركة سـوف تخـرج‬ ‫"وستنغهاوس" من السوق مكسورة. وطالما حلم تيسلا بأن يوفر الكهرباء الرخيصة لكل الناس، لذلك مافعلـه‬ ‫ ‫هو ما لم ولن يفعله أحد أبد ً، قام بتمزيق الاتفاقية وسامح الشركة بالعائدات، وبذلك يكون قد فو‬ت على نفـسه‬ ‫فرصة أن يكون أول ملياردير في العالم! تم تعويضه بمبلغ 612019 دولار مقابل تنازله عـن جميـع‬ ‫حقوقه الفكرية.‬
في العام 1898م، قام باستعراض أ ‪ول جهاز تحكم عن بعد في التاريخ، حيث استطاع التحكم بزورق صـغير‬ ‫في بحيرة حديقة ماديسون، نيويورك. أصبحت تعلم الآن من أين جاءت هذه الفكرة، والتي أصبحت تطبق الآن‬ ‫في مجالات كثيرة بما فيها جهاز التحكم بالتلفزيون.‬
كان تيسلا يحلم بتوفير الطاقة الحرة للعالم. في العام 1900وبتمويل قدره.150000دولار‬ ممنوح من قبل الرأسمالي ج.ب. مورغان، بدأ تيسلا يختبر نظام البث اللاسلكي الذي ش‪يده في "لونغ أيلاند"، نيويورك. كـان ‫الغرض من هذه المحطة هو وصل الشبكة العالمية لخدمة التلفون والتلغراف، بالإضافة إلى إرسال الـصور،‬ ‫تقارير البورصة، ومعلومات‬ تتعلق بالطقس حول العالم لكن لسوء الحظ، توقف مورغان عن التمويل فجأة، أي بعد أن تاّكدمن أن القصد من هذا المشروع
هو توفير‬ لطاقة الحرة للعالم أجمع. فواجه تيسلا مشاكل مالية كبيرة، وبالتالي، باع أجزاء‫ا المحطة كخردة من أجل سـد‬ ‫الديون التي وقع فيها. وراحت أجهزة الإعلان تدعي بأن تيسلا أصبح مجنون، كيف يستطيع احد أن يرسـل‬ ‫الصورة والصوت وحتى الكهرباء لاسلكيا ً؟!!‬
في بداية الحرب العالمية الأولى، بحثت الحكومة بيأس عن طريقة لتحديد مواقع الغواصـات الألمانيـة. فـتم‬ ‫تكليف أديسون لأن يجد حلا لهذه المسألة. لكن اقترح تيسلا استخدام "موجات طاقة" لتحديد مواقع آليات العدو،‬ ‫وهذا المبدأ هو ذاته الذي نستخدمه في ما نسميه اليوم "الرادار". رفض أديسون هذا الاقتراح معتبر ذلك مجر‬د‬ ‫مسخرة وسخافة. وبسبب أديسون، أضطر العالم لأن ينتظر 52 سنة إضافية حتى تم اختراع الرادار.‬
لطالما حاول الاقتصاديون بأن يجعلوا من تيسلا شخصية مجنونة تثير السخرية، وقد نجحوا بذلك فعـلا مـن‬ ‫خلال وسائل إعلامهم الفتاك. وقد نجحوا أيضا في جعله منبوذا من المجتمع العلمـي المحتـرم مـن خـلال‬ ‫سيطرتهم على كافة المؤسسات التعليمية الرسمية والعالم الأكاديمي بشكل عام. كان هذا الرجل يمثـل خطـرا‬
داهما بالنسبة لهم ومصالحهم الاقتصادية. لقد أمضى تيسلا آخر 20 سنة من حياته معزولا. وبسبب عدم توفر‬‬ المال، اضطر إلى تدوين كافة ابتكاراته الثورية على ورق بدلا من التطبيق العملي المباشر. وقد كتب أطنانـا‬ ‫من الدفاتر والأوراق.‬
خلال فترة حياته، سج‬ل أكثر من 700 براءة اختراع، وهناك الآلاف التي بقيت غير مسجلة بسبب عدم توفر‬ ‫المال. لقد كان تيسلا دائما مكسورا من الناحية المادية. بعكس أديسون، فقد كان تيسلا مفكرا أصيلا بحيث لـم‬ ‫يكن لأفكاره مثيل في تاريخ العلم.‬
لسوء الحظ، العالم لا يكافئ الأشخاص من أمثال تيسلا. نحن نكافئ فقط هؤلاءالـذين يـستطيعون تحويـل‬ ‫المفاهيم العلمية إلى سلع تجارية قابلة للبيع والشراء.‬
لازال العلماء اليوم يبحثون في أوراق تيسلا العلمية المهملة من قبل العلم المنهجي، ربما يجدون شيئا يفيـدهم‬ ‫في أبحاثهم. الكثير من نظرياته التي واجهها أقرانه بالسخرية والتشكيك في السابق قد تم إثباتها من قبل أبـرز‬
علماء اليوم. لقد تحدث عن أمور كثيرة لم يفهمها أحد في أيامه، مثل حديثه عن جسيمات لها شحنات جزئيـة‬ ‫في الإلكترون، وهذا ما لم يكتشفه العلماء سوى بعد العام 1977م! وسموها "الكوارك" ‪ .quarks‬أما حديثه عن‬ ‫نظام معلوماتي عالمي، نسميه اليوم الإنترنت، وكذلك منظومة لاسلكية لنقل الصور حول العالم، نسميها اليوم‬ ‫أجهزة التلفزيون والصحون اللاقطة لإشارات الأقمار الصناعية، فقد ‪‬عرضته للكثير من السخرية والاستهزاء‬ ‫من قبل أقرانه!‬
أعظم مخترع في التاريخ…‬ ‫لماذا تم محوه من ذاكرة الشعوب؟!! ‫هل لأنه كان يسبق عصره بمراحل وأشواط عديدة؟!!‬
قد يكون هذا السبب وجيه حقا. إن أعمال تيسلا الاستثنائية فتحت الأبواب على مصراعيها لبروز تكنولوجيا عظيمـة رفيعـة‬ ‫المستوىفي الوقت الذي لازال معظم سكان العالم يركبون الخيول ولا زالت البهائم والأبقار تعتبر عناصر أساسـية فـي‬ ‫الحياة اليومية.‬
بعبارة أخرىإن تكنولوجيا بهذا المستوى قد تسبب صدمة كبيرة لشعوب لازال أفقها محدود جدا بحيث لا يتجـاوز حـدود‬ ‫الاهتمام بالتفاصيل البائسة لحياتهم اليومية. صد‬ق أو لا تصد‬ق.. إن التكنولوجيا التي ابتكرها نيكولا تيسلا لازالت تمثل صدمة‬ ‫حتى بالنسبة لنافي هذا العصر المتقد‬م! ‫الجاهلون يجهلون أنهم يجهلونلقد صدق أحد المفكرين المستقلين الذي قال: رغم المظهـر البـراق والألـوان الفاقعـة ‫والأسلوب الجميل لحياتنا العصرية، لكن هذا لا يمنع حقيقة أننا لازلنا نعيش في عصر الظلمات..‬
‫‪‬‬‫رجل واحد فقط!… منح البشرية مجموعة هائلة من التقنيات والتطبيقات والعجائب. وحياتنا كبشر هي في حال أفضل كنتيجـة‫ مباشرة لأعماله الاستثنائية. لكن لازال السؤال يفرض نفسه: لماذا أصبح هذا الرجل مهملا ومجهولا بهذا الـشكل مـن قبـل ‫زملائه العلماء والأكاديميين بالإضافة إلى الجماهير؟! ‫ربما السبب الرئيسي يعود إلى أعمال تيسلا التي لم تدركها الشعوب ولم تسمع عنها أبدا. تلك الأعمال التي لم تعـرف خـارج ‫أروقة عالم الاستخبارات وزواريب وزارات الدفاع التابعة للدول العظمى! ‫عندما مات تيسلا في عمر 78 سنة، ذهب إرثه العلمي المؤلف من700 براءة اختراع مهمة جدا إلى عالم الأسرار. وقد نسيه ‫الجميع، ما عدا حكومة الولايات المتحدة. بقيت ممتلكات تيسلا، المؤلفة من أطنان مكد‬سـة مـن الأوراق العلميـة والأفكـار ‫والتقنيات والمخططات، مخز‬نة في هنغارات حكومية لمدة عشر سنوات بعد وفاته. حتى في فترة حياته، رأى نيكـولا تيـسلا
الكثير من اختراعاته تخضع للتحقيق من قبل الجيش ومن ثم يتم تبنيها في المختبرات السر‬ية العـسكرية. وأكدت التقـارير ‫الرسمية بأن أعماله قد تم تصويرها بالكامل و ‪خز‬نت في أفلام مكروية. وقد استمرت الحكومة في إنكار أي وجـود للأسـلحة ‫السر‬ية بين أوراق تيسلا.‬ ‬
. الأسلحة التي كان تيسلا يعلن عنها في تصريحاته خلال مناسبات مختلفة. صحيح أن الجميع كان يتهمه بالجنون ‫لكن حكومة الولايات المتحدة كانت تعلم جيدا أن هذا الرجل كان جـادا فيمـا‬ ‫يقوله!‬
لقد صر ‪ح تيسلا في إحدى المناسبات بأنه يمكن استخدام المحطة التي هو بصدد بنائها في "واردن كليف" لنقل الطاقة الكهربائية لاسلكيا لهدف اخر وهولتعديل الطقس حسب الرغبة والطلب! صحيح أن هـذا ‫التصريح عر‬ضه لقدر كبير من
السخرية‬
‫ ‫عندما طرح تيسلا هذه التكنولوجيا، كان هدفه تعديل الطقس بطريقة تناسب
السكان. جميعنا نعلم أن تعديل الطقس في منطقـة‫مع‪ي‬نة قد يحس‬ن الظروف الزراعية مثلا ، أو يجعل درجة الحرارة مناسبة للسكان القريبين من المناطق القطبيـة ذات الطقـس ‫البارد جدا، وغيرها من استخدامات مدنية يمكن الاستفادة منها. ‫ حيث يتم تنصيب عدد كبير من الهوائيات علـى مـساحة عـدة هكتارات‬
‫‫ ثم تبث نحو الغلاف الجوي الآيوني سلسلة معقدة جدا من الموجات. هذه الموجات هي مصممة خصيصا لكـي ‫تمتزج مع الغلاف الآيوني، والذي هو أساسا عبارة عن تجويف متردد. هذا المفهوم له علاقة بتسخين الغلاف الآيوني بطريقة‬‬ ‫مشابهة تماما لفرن مايكروويف عملاق.‬
‫ ‫يـدعي بيرنـارد ‫إيستلوند الذي ‪ ا‬عتبر مخترع النموذج الحديث لهذه التقنية، بأنه من خلال تسخين المناطق العليا من الغلاف الجوي، يمكن لهذه التقنية ‫ أن تؤثر في مسار الطقس الطبيعي. وهذا مفهوم أدى إلى تعر‬ض تيسلا للسخرية قبل قرن تقريبا.‬
‫ ‫أحد الأخطار الحقيقية لهذه التقنية هو أنهم من خلالها يركزون على منطقة صغيرة من الغـلاف الآيـوني. وهـذا يجعـل ‫الإلكترونات والطاقة تأتي من جميع أنحاء الغلاف الآيوني لتتكاثف في تلك النقطة بالـذات. هـذا التجم‬ـع الكثيـف لطاقـة‫ الإلكترونات يؤدي إلى خلق نوع من البرق الذي يمكنه تشويه الدرع المغناطيسي
للكوكب‬ ‫إن إمكانية قيام هذه التقنية بالتسبب بتشويهات كبيرة في الأرض، بما في ذلك ‫تغيرات في الطقس، الاحتباس الحراري، أو حتى إبطاء المدار الأرضي من خلال تحريف شكل الغلاف الآيوني، قد يكشف لنا ‫السبب الحقيقي الذي جعل تيسلا يخفي المخططات الأولية لهذا الاختراع الجديد. حتى أنه توقف عن العمل بمـشروع الـدرع ‫الدفاعي الذي صممه في العام 1905م لأنه أدرك بأنه بمجر‬د وجود نظام تردد لخمسة أبراج فقط حول العالم قد يتسبب بـدمار‫البشرية!
,,,,,يتبع

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.