بجــــاية في الحضارة والتاريخ

بجاية اسم خالد في تاريخ المغرب العربي بشكل عام , والجزائر بشكل خاص , أقام فيها الفينيقيون والرومان والوندال والبيزنطيون خلال عصور غائرة في أعماق الماضي , وعرفها المسلمون حين أصبحت عاصمة للدولة الحمادية , إحدى كبريات الدول الإسلامية المؤثرة التي سادت الشمال الأفريقي فترة من الزمن.
فقد تمتعت "بجاية" في ظل الحماديين بسمعة وشهرة واسعة ,استمدتها من معاهدها الثقافية المتعددة , وتجارتها الرائجة على الشاطئ الأفريقي , واستقبالها الفارين من محاكم التفتيش بالأندلس , كما اشتهرت بعد ذلك بقوتها البحرية التي دافعت بها عن شواطئ المغرب العربي كله , فساهمت من ثم في الحفاظ على الحضارية والهوية العربية الإسلامية للمنطقة … وكان لعهود الازدهار الثقافي والانتعاش الفكري الذي شهدته (بجاية) لقرون عديدة أثر بالغ في أن تصبح قبلة العلماء وطالبي المعرفة , فخرجت العلماء , وأنجبت المفكرين والمبدعين رجالاً ونساء , ولم تفقد تلك الشهرة وذلك الدور إلا حين امتدت إليها أيدي المستعمرين فخربتها , ودمرت ماضيها الزاهر.
قلعة بني حماد :
ومدينة بجاية هي ثاني عاصمة لدولة بني حماد ، أما عاصمتهم الأولى فقد كانت مدينة القلعة المشهورة بـ "قلعة بني حماد" التي اختطها الأمير حماد بن زيري بن مناد بن بلكين ، في حدود عام 398هـ (1007 – 1008مـ) ليعلنا منها تأسيس الدولة "الحمادية " دولة مستقلة عن دولة " بني زيري " التي كان على إمارتها في ذلك الوقت باديس بن أبي المنصور بن زيري ، وهو ابن أخي حماد.
وتتميز قلعة بني حماد التي تقع في الحدود الشمالية لسهول"الحضنة" بموقعها الاستراتيجي الهام فهي من الشمال محمية بجبل تاقرست الذي يبلغ ارتفاعه (1418 متراً) ومن الغرب بجبل قرين (1190 متراً) ويحيط بها من الشرق وادٍ بشكل مضائقه سوراً طبيعياً للمدنية , أما من جهة الجنوب فإن الطريق الوحيدة المؤدية إلى القلعة عبارة عن ثنية ملتوية تتبع "وادي فرج " ولذلك كان ابن الأثير ، دقيقاً حين وصفها بأنها ، أحسن القلاع وأعلاها , ولا ترام على رأس جبل شاهق , لا يكاد الطرف يحققها لعلوها.
وتحدث ابن خلدون في تاريخه عن مراحل تطورها : فأشار إلى أن حماداً اتم بناءها وتمصيرها على رأس المائة الرابعة , وشيد بنياتها وأسوارها , واستكثر فيها من المساجد والفنادق ، وأن الناصر بن علنّاس بني المباني العجيبة المؤنقة , وأن المنصور بني فيها قصر الملك والمنار الكوكب وقصر السلام.
وذكر صاحب كتاب الاستبصار أن بني حماد ، لهم بالقلعة مبان عظيمة , وقصور منيعة متقنة البناء عالية السناء.
واشتهرت القلعة بالفلاحة , وتربية المواشي والصناعة والنشاط التجاري , ووصف الإدريسي الجغرافي أهلها بأنهم أبد الدهر شباع ، وذلك لغناها بالحبوب , وقد لخص ابن خلدون ما اشتهرت به القلعة في كلمات موجزات فقال : استبحرت في العمارة , واتسعت بالتمدن ، ورحل إليها من الثغور القاصية والبلد البعيد طلاب العلوم , وأرباب الصنائع ؛ لنفاق أسواق المعارف والحرف والصنائع بها.
تأسيس بجاية :
ظلت قلعة بني حماد عاصمة للدولة الحمادية منذ عهد مؤسسها حماد الذي توفي سنة 419هـ وحتى عهد الناصر بن علناس بن حماد ، مروراً بعهود القائد بن حماد المتوفي سنة 446 هـ و محسن بن القائد ، الذي لم يستمر بالإمارة أكثر من تسعة أشهر , وعهد بلكين بن محمد بن حماد ، والذي يمكن اعتباره عهداً انتقالياً بين عهدي "محسن" و"الناصر " وذلك لما اكتنفه من أحداث داخلية…إلا أن "الناصر" كره الإقامة في القلعة بالرغم من أنها أصبحت في عهده عاصمة دولة قوية , تشتمل على ست ولايات هي : مليانة وحمزة (البويرة حالياً ) ونقاوس وقسنطينة ، والجزائر ، ومرسى الدجاج ، وأشير .. فأسس بجاية , وانتقل إليها في عام 461هـ .
وفي معجم البلدان كتب ياقوت الحموي ، يصف بجاية وسبب اختطاطها وما انطوي عليه من أحداث: …مدينة على ساحل البحر بين أفريقية والمغرب كان أول من اختطها الناصر بن علناس بن حماد بن زيري في حدود عام 457هـ بينها وبين جزيرة مزغناي (الجزائر العاصمة حالياً) أربعة أيام كانت قديماً ميناء فقط , ثم بنيت المدينة من لحف جبل شاهق ، وفي قبلتها جبال كانت قاعدة ملك بني حماد وتمسى "الناصرية" أيضاً باسم بانيها , وهي مفتقرة إلى جميع البلاد , لا يخصها من المنافع شيء إنما هي دار مملكة , تركب منها السفن وتسافر إلى جميع الجهات وبينها وبين " ميلة " ثلاثة أيام.
وكان السبب في اختطاطها أن تميم بن المعز بن باديس ، صاحب أفريقية أنفذ إلى ابن عمه "الناصر بن علناس" " محمد بن البعبع" رسولاً لإصلاح حال كانت بينهما فاسدة , فمر" ابن البعبع " بموضع "بجاية " وفيه أبيات من البربر قليلة , فتأملها حق التأمل …وأشار عليه (أي على الناصر) ببناء "بجاية" وأراه المصلحة في ذلك , والفائدة التي تحصل له من الصناعة بها , وكيد العدو .
فأمر من وقته بوضع الأساس وبناها بعسكره.. .ولما توفي الناصر سنة 481هـ واصل خلفه ما كان عليه من اهتمام بعمران المدينة , ولا سيما ابنه المنصور الذي خلفه في الإمارة , وكان معروفاً بولعه بالبناء ، فأسس جامع "بجاية" وجدد قصورها ، وتأنق في اختطاط المباني ، وتشييد القصور وإجراء المياه في الرياض والبساتين.
دور بجاية السياسي :
أولاً : في حركة الموحدين :
لا تكاد تجد حقبة هامة في تاريخ المغرب العربي الكبير إلا وبجاية تشكل محور أحداثها … فدولة الموحدين التي يمكن اعتبارها مرحلة حاسمة في تاريخ الأمة الإسلامية في جناحها الأفريقي انبثقت نواتها الأولى في بجاية , أو قريباً منها , ذلك أن "عبد المؤمن بن علي الكومي الندرومي الجزائري " التقى ( قابل) " المهدي بن تومرت المصمودي المغربي " في مسجد ملالة الذي يبعد نحو ستة أميال عن بجاية , وقررا الإطاحة بالدولة الزيرية في تونس , والدولة الحمادية في الجزائر ، والدولة المرابطية في المغرب ، فقد شاخت , وهزمت جميعها , ودب فيها الفساد والانحلال , حتى قال عنها ابن خلدون : "استرجلت فيها النساء ، وتأنث فيها الرجال ، وانقلبت المفاهيم ، وانعكست الآية …"ومن ربوع بجاية انطلقت دولة الموحدين تقوم الاعوجاج , وتعيد الأمور إلى نصابها ، وتوحد المسلمين في الشمال الأفريقي والأندلس…
ثانياً : في تأسيس الدولة العثمانية بالجزائر :
دخل العثمانيون الجزائر من بوابة بجاية , .. ففي حدود عام 914هـ (1510م) غزا الإسبان بلاد المغرب العربي , واحتلوا مدن سبتة ومليلة ووهران والمرسى الكبير والجزائر وبلغوا بجاية ,وكان عليها يومئذ صغيران ضعيفان يتازعان السلطة (عبدالرحمن وعبدالله) فاستعان كل منهما ضد الآخر بالإسبان – على طريقة ملوك الطوائف في الأندلس , مما سهل مهمة الأعداء في دخول المدينة , وتدميرها والقضاء على أميريها وعمرانها , الأمر الذي دفع نفراً من علمائها أن يذهبوا إلى تونس , ويدعوا أربعة أخوة عثمانيين , هم عروج وخير الدين وإسحاق وإلياس , للقدوم إلى بجاية وتنظيم بحريتها , وتوحيد صفوف المقاومة فيها ، وتخليصها من الإسبان ، إذ لم تكن الدويلات المغربية في ذلك الوقت من القوة بحيث يمكنها صد المستعمرين.
ولما جاء الإخوة العثمانيون إلى بجاية نظموا البحرية ، وأرسوا دعائم قيام دولة حديثة , ثم دُعوا إلى مدينة الجزائر , فأسس ثلاثة منهم فيها (حيث كان رابعهم وهو إلياس قد استشهد في بجاية) الدولة العثمانية الحديثة , وكانت دولة مستقلة تماماً عن الدولة الأم ، وكان كل ما يصدر عنها , يصدر باسم (الجزائر المحروسة) ولقد دافع العثمانيون بأساطيلهم وبحريتهم التي أعادوا تنظيمها في بجاية عن شواطئ المغرب العربي كلها والأندلس.
وقد تحامل بعض المؤرخين الغربيين ، أمثال شارل فيرو صاحب كتاب تاريخ المدن على دور العثمانيين لمدينة بجاية , وإعادتها مركز إشعاع ثقافي حضاري كما كانت في عهد الحماديين , وزعم هؤلاء المؤرخون أن بجاية جردت من عظمتها كلها خلال العهد العثماني ، ولم تعد تؤدي سوى دور ثانوي في مصير أفريقيا الحديثة , ويعزون ذلك إلى أن المدينة وقد خضعت للاستعمار الإسباني قرابة نصف قرن من الزمان تعرضت معاملها الثقافية والحضارية خلالها للإهمال ، وتهدمت أحياء كثيرة منها , وتقلص عدد سكانها بنسبة كبيرة جداً , ولما جاءها العثمانيون وطردوا الإسبان منها كانت قد فقدت كثيراً من العوامل التي تستطيع أن تصل ماضيها بمستقبلها.
ويعتقد المؤرخون أن العثمانيين كان بإمكانهم أن يجعلوا من بجاية مقرا لحكومتهم حيث تتوفر فيها الشروط الضرورية لجعلها مؤسسة بحرية قوية , ولكنهم اكتفوا بجعلها إحدى الموانئ التي تحتمي فيها سفنهم خلال فصل الشتاء…
ويلتمس بعض المؤرخين العذر للعثمانيين في عدم اهتمامهم بالجانب الثقافي الحضاري في بجاية , ذلك أن العثمانيين كانوا في الأصل عسكريين كرسوا جل همهم في توفير القوة الحربية..
وأيّا ما كان الأمر ـ وكما يقول بعض المهتمين بتاريخ الجزائر – فإن الجزائر والمغرب العربي كله , وكثير من دول البحر الأبيض المتوسط مدينون لمدينة بجاية وعلمائها الذين كانوا سبباً في تأسيس الدولة العثمانية الجزائرية التي دافعت وحمت وطردت الإسبان ، وحافظت على الحضارة العربية الإسلامية في هذه الرقعة من العالم الإسلامي.
ثالثاً : بجاية أيام الاستعمار الفرنسي :
قاومت بجاية واستعصت كثيراً على الغزاة الفرنسيين الذين لم يتمكنوا من احتلالها في عام 1934م إلا بعد أن استخدموا آخر ما انتجته مصانعهم من أسلحة الدمار في ذلك الوقت ,ولكنها لم ترضخ أو تستلم للاحتلال.
بل مضت تقاوم المحتلين وتحرض المؤمنين على القتال , وتعد العدة لذلك ، روحيا وسياسياً وعلميا , وكانت الزوايا , وكتاتيب القرآن خلايا , تنطلق منها كتائب الجهاد , وشهدت ربوع بجاية تفجر ثورات عديدة , لعل من أبرزها ثورة عام 1871م التي قادها محمد المقراني والشيخ بلحداد ـ وعمره يومئذ ثمانون عاماً ـ يعاونه ولداه (عزيز ومحمد ) وأتباع الطريقة الرحمانية التي كان بلحداد أبرز مشايخها , وبالرغم من أن الفرنسيين تمكنوا من إلقاء القبض على قادة الثورة في غضون عام تقريبا , إلا أنها انتشرت بسرعة في مختلف المناطق , وبقيت مستمرة حتى قال عنها بعض المؤرخين : إنها أطول ثورة وأشعلها.
رابعاً : مؤتمر الصومام :
وفي مرحلة ما قبل الاستقلال كان لـ بجاية دورها العام في التحصين والإعداد والتحريض والتخطيط للثورة المنظمة , التي تفجرت في فاتح تشرين الثاني (نوفمبر) 1956م فالمؤتمر الأول لجبهة التحرير الوطني الذي عرف بـ "مؤتمر الصومام " وكان إيذاناً ببداية مرحلة جديدة في جهاد الشعب الجزائري عقد بمكان غير بعيد من بجاية , ففي قرية إيفري التابعة لبلدية أوزلاقن, وفي موقع على رأس جبل يرى منه ما حوله , مفرط في الإيغال في الابتعاد عن الطرق المعهودة , شديد الانزواء وراء القمم والأعالي , يدل اختياره على عقلية عسكرية فذة , كان يتمتع بها المجاهد الجزائري ـ في هذا الموقع ـ عقد مؤتمر الصومام في 20 آب "أغسطس" 1956م
ومن ثم انتظمت الثورة كل شبر على أرض الجزائر , وامتدت إلى أن قضى الله أمراً كان مفعولاً.
النهضة الفكرية في بجاية :
بالرغم من كل ما عرف به أمراء الدولة الحمادية من بذخ وولع بالعمارة وبناء القصور إلا أنهم اشتهروا أيضاً باهتماماتهم الثقافية والعلمية ، واستخدام الأدباء في دواوينهم الرسمية , وتقريبهم العلماء , وتفضلهم على من سواهم ، والإغداق عليهم , وعقد المجالس العلمية للمناظرة , وتشجيع المبدعين والمفكرين , فنشطت حركة فكرية علمية وسعة , وبرزت بجاية كواحدة من الحواضر الإسلامية تضاهي بغداد والقاهرة والقيروان وغيرها.
والفضل في ذلك كله يعود إلى الأمراء الحماديين الذين جعلوا من قصورهم ساحات فكرية , يتنافس فيها أصحاب الإمكانات في مختلف أنواع العلوم النظرية والتجريبية , وقد برز من الحماديين بشكل خاص "المنصور بن الناصر "الذي بلغت بجاية في عهده درجة عالية في العلوم والفنون ، إضافة إلى ما بلغته من ازدهار اقتصادي ورقي عمراني ، فقد كان المنصور كاتباً وشاعراً , يتبارى في ذلك مع من اختصوا به.
دار هجرة العلماء :
وصفت بجاية بأنها دار هجرة العلماء ,وذلك راجع إلى هجرتين أساسيتين
, أما الأولى فهي هجرة رجال الفكر والأدب من قلعة بني حماد التي كانت دار علم وأدب ومعهداً لتحفيظ القرآن والحديث ، وتعليم العربية … أما الهجرة الثانية فهي هجرة العلماء والمحدثين والأدباء من الأندلس فارين بدينهم من محاكم التفتيش , والاضطهاد الإسباني بعد سقوط دولة المسلمين هناك.
يضاف إلى ذلك هجرات العلماء من القيروان والقرويين وغيرهما من الحواضر الفكرية .. فشهدت بذلك مرحلة من التلاقح الفكري والامتزاج الثقافي , جعلت منها مركز الإشعاع الفكري في وسط الجزائر , إلى جانب تلمسان في الغرب وقسنطينة في الشرق.
ولم تكن قبلة العلماء والمفكرين وحدهم ، وإنما ، وبسبب ذلك ، كانت غاية طلاب العلم , يشدون إليها الرحال من كل حدب وصوب, قاصدين علماءها ومعاهدها التي بلغت شهرتها الآفاق … كما لم يكن العلم وقفاً على الرجال دون النساء , فجامعة " سيدي التواتي " مثلاً كان يؤمها في يوم من أيام بجاية ثلاثة آلاف طالب منهم خمسمائة طالبة ويقال : إن إحداهن أوفدت إلى مؤتمر علمي فألقت محاضرة , امتدت ثلاثة أيام وكان موضوعها حول علم الفلك والحساب الرياضي. ..
ويذكر المؤرخون أن هناك أكثر من ألف امرأة كانت تحفظ المدونة ، التي كتبها الإمام سحنون في الفقه المالكي ، عن ظهر قلب كما تحفظ القرآن الكريم ,
وقد خلد الإمام عبدالحميد بن باديس ـ رحمه الله ـ دور نساء بجاية في نهضتها الفكرية في عبارته الشهيرة التي وصفهن بها ـ إلى جانب نساء بغداد وقرطبة ـ بأنهن بلغن مكاناً عالياً في العلم , وهن محجبات.
ومما يؤكد أهمية بجاية والمكانة العلمية التي بلغتها في عهودها الزاهرة ، اتجاه غير المسلمين إليها وطلبهم العلم في معاهدها , فقد تعلم أهل بيزا الإيطاليون صنع الشمع من مصانعها , ونقلوه إلى بلادهم , ومنها إلى أوروبا ، ولا يزال يمسى الشمع عندهم (بوجي) مأخوذاً عن اسم بجاية كما أن العالم الرياضي الإيطالي الشهير (فليوناردو بيزة) تتلمذ على أيدي علمائها.
أعلام بجاية :
لقد تخرج من بجاية أعلام كثيرون في الفقه ، والأدب والشعر والطب والرياضيات وغيرها … ورغم أن أبا العباس أحمد بن عبدالله الغبريني ، وضع كتابه "عنوان الدارية " للترجمة لمشايخه من علماء القرن السادس الهجري الذي يعد من أكثر قرون بجاية ازدهاراً في الحياة العلمية والتعليمية ، إلا أنه لم يأت عليهم جميعاً , واكتفى بأن قال بعد أن أورد مجموعة منهم :" وقد بقي خلق كثير من أهل المائة السادسة , ممن لهم جلال وكمال , ولكن شرط الكتاب منع من ذكرهم.
وفي إطار الترجمة لأبي علي المسيلي : الذي درس ببجاية , وولي القضاء بها , وجمع بين العلم والعمل , وعرف بأبي حامد الغزالي الصغير ، أشار الغبريني إلى حجم العلماء المجتهدين الذين قاموا على حل المسائل الشرعية الدقيقة …فأورد قولا لأبي علي المسيلي ، جاء فيه : "أدركت ببجاية ما ينيف على تسعين مفتياً , ما منهم من يعرف الحسن بن علي المسيلي".
لقد استطاعت بجاية أن تكون لأكثر من أربعة قرون قبلة العلماء , ومهبطاً لأفئدة طالبي العلم ، وساحة لتبادل الأفكار والآراء ، وميداناً للإبداع العلمي ؛ حيث راجت حركة نشطة للتأليف في الفقه والتاريخ والرياضة والفنون والنحو وغير ذلك … ويذكر المؤرخون أن الفرنسيين عندما غزوا بجاية استولوا على حمولة اثنتي عشرة سفينة من الكتب القيمة جمعت من مدارس بجاية ومساجدها ويقال إن هذه الكتب غرقت جميعها في البحر …
نزعات صوفية :
طغى على قطاع كبير من الشعب الجزائري إبان عهود مقاومة الاستعمار النزوع إلى التصوف , وبالرغم من وجود بعض التحفظات والملاحظات على مسالك كثير ممن يدعون التصوف الذي لا تحكمه الضوابط الشرعية , إلا أن نزعة الشعب الجزائري اتجهت إلى إبراز المعاني الإيجابية المتمثلة في ربط الإيمان بالعمل , ويمكن اعتبار ثورة الشيخ بلحداد , التي اعتمد فيها بشكل رئيس على أتباع الطريقة الرحمانية أقوى برهان على ذلك…
وإذا كان التصوف نزعة تميز بها الجزائريون في عهود الاضطهاد , وأوجدت منهم شعباً مجاهداً قل مثيله في العصور الحديثة , فإن الزوايا تعتبر المؤسسات الشعبية التي مورست من خلالها حياة التصوف وتحققت بين أركانها تلك الروح الجهادية.
ولم يقتصر نشاط الزوايا على التربية والتعليم والتحصين الثقافي والحفاظ على اللغة العربية والتقاليد الإسلامية والهوية الحضارية , وإنما تجاوز ذلك للقيام بأنشطة اجتماعية وسياسية , ولا سيما في عهود الاستعمار … ويمكن اعتبار عام 915هـ (1510م) حيث سقطت بجاية بأيدي المستعمر الإسباني , بداية التاريخ الجهادي للزوايا …ذلك أن العلماء وأهل الفكر والثقافة حين حاصرهم الأسبان , ودمروا عليهم مدينتهم ومعاهدهم أخذوا يبحثون عن مواقع جديدة يواصلون منها رسالتهم التي نذروا أنفسهم لها , فلم يجدوا ـ كما قال شارل فيرو في كتابه "تاريخ المدن " ـ أحسن من من حوض الصومام , وقمم جباله التي بقيت منيعة من الاستعمار الإسباني طيلة الفترة التي قضوها يحتلون بجاية.
ولم يعتمد العلماء النازحون من بجاية على دولة لتؤسس أو تمول لهم زوايا يواصلون منها رسائلهم التعليمية ، وإنما اعتمدوا بشكل أساسي على الجهود الذاتية والمساعدات العينية للمسلمين , فقد أحسنت المناطق التي التجؤوا إليها استقبالهم , ورفعت من شأنهم كعلماء, والتف الناس حولهم ,وساعدوهم بكل ما يملكون , بل حموهم سياسياً حين اشتدت المحن , وكان لذلك أثره في أن تنشأ في حوض الصومام أشهر الزوايا وأخطرها في تاريخ الجزائر , كمعهد "ثامقرا" وزاوية "شلاطة" ومعاهد بني "وغليس" وزاوية "سيدي التواتي " التي بقيت تعمل كجامعة مرموقة لأكثر من أربعة قرون , ويكمن القول بأن الإشعاع الثقافي الذي كان ينبعث من قصور حكام بجاية ومعاهدها لم يخبُ حين دمرها الإسبان ، وإنما انتقل إلى الوديان , وأعالي الجبال ليشمل حوض الصومام وقراه.
خريجو الزوايا :
لقد أنجبت زوايا حوض الصومام علماء أعلاماً فيما كرسوا أنفسهم له فهناك "عبدالرحمن الثعالبي" و "أحمد بن إدريس" الذي تتلمذ عليه (ابن خلدون) و (أحمد بن القاضي الزواوي ، الذي يقال : إنه ترأس الوفد الذي استدعى الإخوة العثمانيين الأربعة لتخليص بجاية من الإسبان ، والشيخ الفقيه عبدالرحمن الوغليسي ، الذي انتشر تلاميذه في القرن الثامن الميلادي في مختلف أنحاء الجزائر…
إن العلماء الذين تخرجوا في هذه الزوايا هم الذين حافظوا على الإسلام والعربية في الجزائر ، وجعلوا من الإيمان والعقيدة قوة فاعلة استطاعت أن تصد محاولات المستعمرين لاختراق الشخصية الإسلامية وتشويهها , وكما أسلفنا فقد انطلقت من هذه الزوايا كتائب الجهاد , وتفجرت ثورات كثيرة ومعارك عديدة لمقاومة المستعمر , ولذلك بقيت الزوايا ذات قيمة تاريخية جهادية لدى المواطنين لما أدته من دور وطني.
محاولات القضاء على الزوايا :
ومن هنا كانت محاولات الاستعمار المتكررة لمحاصرة الزوايا والقضاء على رسالتها من الداخل … وكانت أشهر محاولات في هذا الصدد ما حدث عام 1889م حين سعى الفرنسيون لإدخال عناصر موالية لهم وتتعاون معهم ,فطلبوا من شيوخ الزوايا ، وهم المشهود لهم بالعلم ، أن يجلسوا لاختبارات كفاءة يكون اجتيازها شرطاً للسماح لهم بمواصلة رسالتهم ، ولقد تمكن المستعمر بهذه الطريقة من تشريد بعض الأساتذة وطلبة العلم , فهاجروا إلى تونس ومصر والشام وغيرها وأصبحت برامج الزوايا خاضعة لرقابة عيونهم وأعوانهم , ولم يعد مسموحاً بتدريس شيء سوى القرآن الكريم …ولكن مع ذلك كله لم تمت الزوايا أو تتلاشى , ولم يتوقف تدريس العلوم التي كانت تدرس من قبل ، فقط أصبح يتم خفية , وساهم تدريس القرآن بشكل أساسي في انتشار اللغة العربية والاعتزاز بها , ورفض لغة المستعمر كبديل عنها.
ولقد كان في وعي الجماهير ، ودقة حاسة عامة الناس ، ومقدرتهم على التمييز بين العناصر الدخيلة والعميلة , وبين العناصر الوطنية الصادقة ، وإصرارهم على عدم التعامل إلا مع الصادقين ، السر في بقاء الزوايا واستمرار رسالتها التربوية والتعليمية والسياسية , وانتشارها في المدن والقرى والبوادي.
الزوايا بعد الاستقلال :
بإمكان الدارس لتاريخ الزوايا في الجزائر أن يرى فيه ثلاث مراحل أساسية:
مرحلة مقاومة المستعمر : وهي أكثر المراحل ازدهاراً ,ومرحلة الثورة المنظمة ,ومرحلة ما بعد الاستقلال …وإن كنا قد أشرنا في الأسطر الماضية إلى المرحلة الأولى , فقد نرى تجاوز المرحلة الثانية , حيث توقفت الزوايا ـ نوعا ما ـ عن أداء رسالتها التعليمية بسبب انخراط العلماء والطلاب في صفوف الثورة المسلحة , والاستعداد لمعركة الاستقلال ؛ لنصل إلى المرحلة الثالثة التي تكتسب أهمية خاصة ؛ بسبب استمرارها , وما تنطوي عليه من صراع حضاري …
وقد يكون من الضروري أن يتساءل المرء عن الزوايا بعد الاستقلال حيث أصبحت المدارس وطنية , وعما إذا استمرت تتابع طريقها في تعليم القرآن المواد الشرعية لطلاب لا يذهبون إلى المدارس الرسمية ، أو أن نشاطها اقتصر على القيام بدور التثقيف الشعبي , وتعليم طلبة المدارس الرسمية – في أوقات خاصة ـ القرآن وبعض العلوم الشرعية.
يقول أحد المسؤولين بولاية بجاية رداً على ذلك :
لم تعد الزوايا بعد الاستقلال على ما كانت عليه أيام الاستعمار الإسباني ومن بعده الفرنسي , وقد توقفت بعض الشيء في مرحلة الثورة وبداية الاستقلال , ولكن حين أوكل أمرها فيما بعد إلى وزارة الشؤون الدينية استعادت بعض ما كان لها , وأصبحت مورداً هاماً لتزويد المعاهد التي تعتمد عليها الوزارة في إعداد أئمة ووعاظ ومعلمين ؛ لتدريس القرآن بالمساجد والإشراف عليها …ومعظم طلاب الزوايا اليوم ممن أكمل المرحلة الابتدائية في المدارس الرسمية , ولم يوفق لمواصلة فيها , حيث تعتبر الزوايا بمثابة مرحلة متوسطة , يلتحق الطالب بعد إكمالها بأي من المعاهد الأربعة التي تتبع وزارة الشئون الدينية .. ويكون الطالب بعدها مخيرا بين العمل أو مواصلة تعليمه بالجامعة الإسلامية بقسنطينة , أو بمعهد العلوم الإسلامية في جامعة الجزائر.
أما دور الزوايا في التثقيف الشعبي فقد أصبح محدوداً ومقتصراً على دروس في القرآن والفقه… ( هذا كلام الرجل في أواسط العقد التاسع من القرن الماضي )
ماذا بقي ؟
أما اليوم فلم يبق من بجاية الحمادية شيء باستثناء بعض الأبواب بأقواسها ذات الأبعاد المعمارية المتميزة … أما القصور ومعاهد العلم فقد دمرها المستعمرون , وبنوا على انقاضها الحصون والثكنات العسكرية , ولكنهم وإن استطاعوا إزالة الكثير من آثار المسلمين وشواهد حضارتهم , إلا أنهم عجزوا عن تشويه الإسلام الذي يقيض الله له دائما الأجيال التي تحمله وتدافع عنه.

رسالة حسين أيت أحمد للجزائريات و الجزائريين -الجزائر

من أجل بديل ديمقراطي و سلمي

الحق في التمتع بالحقوق

إن الثورات التي تجري حاليا في كل من تونس و مصر، والدرس الهائل في الشجاعة، التنظيم والتصميم الشعبي ،على مرأى من العالم كله،لأمر يستدعينا بصفة مباشرة.
و قد أظهرت التطورات الدراماتيكية التي يعرفها المطلب الشعبي الشرعي الداعي للتغيير الديمقراطي في ليبيا،للعالم برمّته، مدى وحشية الديكتاتوريين المجانين الذين لا يرون أنفسهم مُجبرين على تقديم حسابات لأي كان وخصوصا شعوبهم.
وتندرج الأزمة الجزائرية بصفة طبيعية في إطار الأزمات الجارية. ومع ذلك، ليس من الممكن الرضوخ لأية « عدوى ديمقراطية » في تفسير ومعالجة كل وضعية وطنية.
لكن ،هناك » ثابتتين » بارزتين في جميع الثورات الجارية في المنطقة. من جهة، وجود أنظمة مفترسة ،لا تحظى بأية شعبية وعاجزة عن تلبية تطلعات شعوبها المتمثلة في الحرية و الكرامة. ومن جهة أخرى، إلحاح الشعوب القوي على حق التمتع بالحقوق.
إن الجزائريين الذين انخرطوا منذ وقت طويل في الكفاح المُطالب بالديمقراطية وتغيير النظام، قد دفعوا من أجل ذلك ثمنا باهظا.
وإذا كانت التعبئة الشعبية المصرية والتونسية تذكرنا في بداياتها ب » الربيع الديمقراطي » (1989 ـ 1991) فإن المجزرة النكراء التي اقترفها القدافي تُذكرنا بالضراوة الاستئصالية خلال سنوات التسعينيات و التي حرّضت – داخل و خارج الهيآت – الجزائريين على جزائريين آخرين مدة عقد كامل من الزمن
.
ولكي تتفادى الجزائر دفع هذا الثمن مجددا قصد التمكن من مصيرها، يجب على كل الجزائريين، مهما اختلفت قناعاتهم وانتماءاتهم ، أن يُبرزوا بوضوح، خيار التشييد السياسي كبديل لطريق الفوضى والعنف.
الآن حان الوقت أكثر، لفضح الممارسات التي يروج لها دُعاة ومستعملو العنف، المناهضون للتسييس و المؤيدون للانحلال الأخلاقي.
لأنهم مستعجلون على استخلاف أولويات المجتمع بأولوياتهم الخاصة أرادوا اغتنام فرصة تواجد بعض الغموض الذي تمت تغُذيته بعناية في الأوساط الإعلامية قصد زرع الفوضى مرة أخرى.
يجب تقديم التوضيحات الضرورية، كلما تطلب ذلك، قصد بناء سياسة وطنية حقيقية، ديمقراطية، شعبية و سلمية.
إن نسيان الثمن الباهظ الذي دفعه الشعب الجزائري منذ عقود، لأَمر خطير
.
إنه لخطير اعتبار سنوات الرعب والجنون » عثرة مسار بسيطة » يجب أن تُطوى عليها الصفحة بطريقة محتشمة. إن تصديق إمكانية حدوث ذلك لهو إهانة لإنسانية هذا الشعب و فطنته السياسية على حد سواء.
لقد شيدت الأنظمة الطاغية التي تلت الحقب الاستعمارية، في قارة إفريقيا والدول العربية، شرعيات وهمية على قاعدة من فقدان الذاكرة بطريقة مستمرة. ترعرعت عليها أجيال من الزمر المتغطرسة والمستبدة، خوّلت لنفسها حقا يتمثل في فرض منهج رجعي مهين، مُحاك ضد الأمم المحتقرًة.
لا تعني الرجعية فقط التنكر للنضالات الشعبية بالأمس، بل تعني كذلك اليوم أيضا عدم الاعتراف بميزات نضج واتحاد وتضامن وبصيرة الشعوب التي برهنت على جدارتها بها بالأمس.
تصل الأنظمة في نهاية المطاف إلى فقدان كل صلة مع شعوبها، لأنها نسيت وبسرعة، بأن الشعوب لها ذاكرة، و بأن تلك الذاكرة هي التي تُهيكل انخراطها ورفضها.
جميع الشعوب متعطشة للحرية.
جميع الشعوب متعطشة للمساواة، للعدالة والكرامة.
جميع الشعوب تُكافح وتدفع تكلفة فظيعة قبل أن تتكلل جهودها بالنجاح
.
لقد مضى أكثر من قرن، مذ بدأت مسيرة الجزائريين الطويلة نحو الحرية والكرامة بمفهومها السياسي الحديث.
(ونعني بالمسيرة هنا، تحرك مجتمع ملتزم بصفة عميقة وليس الركض الوجيز وسط المدينة)
.
إن التشبيب الضروري للنخب، والأشكال الجديدة التي اتخذتها نضالاتها، فضلا عن توسع نطاق مطالبها التي تهز الأعماق القديمة الكلاسيكية لكفاحات أجدادها، لا يجب أن تُستعمل كذريعة وحجة لفصل الأجيال كشرائح منتهية الصلاحية، فالنضال من أجل الاستقلال الوطني والنضال من أجل الديمقراطية غير قابلين للتجزئة. إن الذين ظنوا بأن النضال الأول قد يؤدي إلى تفادي الآخر قد برهنوا على فشلهم الذريع
.
وتدخل هذه المسيرة نحو الحرية، التي تمت عرقلتها باستمرار، في سجل نضالات شعوب العالم في سبيل استعادة سيادتها وحقوقها، وهي ليست حبيسة خصوصية دينية ولا رهينة اعتبارات جهوية.
إنها تنطلق من وثبة ديمقراطية من تقرير المصير الجماعي و الفردي.
أولا، في سياق النضال من أجل التحرر الوطني، ثم ضد الأنظمة الاستبدادية والفاسدة.
إن النضالات المناهضة للقوى الاستعمارية أدت إلى موجة تحرر غير مكتملة، فالحرية التي استرجعتها الشعوب بشق الأنفس لم تجد مكانة لها في الدول والمؤسسات الرسمية ولا حتى في النصوص لكي تجعلهم في مأمن من القوى المعادية لازدهار الشعوب والمجتمعات والأفراد.
إن الجانب المسلوب من الديمقراطية، الحرية، السيادة، المواطنة، العدل ، المساواة أمام القانون في سياق بناء دولة قانون حقيقية هو الذي أربك الوضع بعد الاستقلال.
هذه الحصة المصادَرة من الحرية، هي التي تعود دوريا، تُطالب بها أجيال جديدة، للتأكيد بصوت عال وقوي على أنه في ظل غياب حرية الأفراد والشعوب، لا وجود للاستقلال و لا للسيادة الوطنية ولا لتنمية اقتصادية، سياسية واجتماعية.
وهكذا نجد أنفسنا بعد خمسين عاما من إعلان الاستقلال الوطني أمام نفس النقائص: غياب دولة القانون،غياب حياة سياسية، غياب دستور جدير بهذه التسمية، الافتقار إلى مؤسسات ذات شرعية كفيلة بحماية الشعب والوطن على حد سواء من التجاوزات وضمان حقه في العيش في ظل الحرية والكرامة.
وبمجرد أن حقق الشعب الجزائري استقلاله واعترفت السلطة الاستعمارية بذلك، حتى حل مكانه نظام قمعي لم يتردد ولم يتأخر في مصادرة هذا التحرر، فدفن الأحلام الديمقراطية المتمثلة في الحقوق والحرية.
و مع ذلك، لا يمكن أن نضع محن ومعاناة الجزائريات والجزائريين، الذين سُلبت منهم حريتهم التي دفعوا من أجلها ثمنا باهظا، في نفس المستوى مع المحتالين الذين صادروا حقهم في تقرير مصيرهم
.
إن الذين صرخوا » سَبع سنين بركات »! في عام 1962 كانوا على حق في التعبير عن سخطهم، عن تذمرهم من المعاناة ومن الدماء، من رفضهم للشقاق ومن خوفهم من حروب الفصائل.
لكنهم قد يكونون مُخطئين سياسيا.
انه من الخطأ الاعتقاد، بأن تتم تسوية الاختلافات السياسية الجوهرية بالعناق.
من الخطأ الاعتقاد، بأن وعود الوحدة والوفاء لمبادئ الثورة التحريرية تستطيع أن تكتفي بالخطابات.
من الخطأ الاعتقاد بأن الدستور هو مجرد إجراء شكلي دون أي تأثير.
من الخطأ أيضا اعتبار استقلال أمة وسيادة شعب ، قابلة للاكتفاء بصفحة دامية سُرعان ما تُطوى.
لكنهم كانوا على حق ألف مرة، عندما أقروا بأن هذا الشعب قد دفع الثمن غاليا من دمه
!
بعد مرور عدة عقود من الزمن، لا يجب فقط التذكير بأن دم الجزائريين قد تدفق بشكل لا يطاق، لكن من الضروري أيضا التذكير، بأنه على المؤسسات السياسية أن تسهر على أن لا يكون استعمال العنف والقوة هو الخيار الوحيد المتبقي أمام الجزائريين.
وهذا ما يُسمى بالحق في التمتع بالحقوق. إنه مبدأ يعني الجميع.
هنا يجب أن نؤكد على تقارب وجهات النظر بين أولئك الذين اختاروا طريق الإقصاء داخل وخارج المؤسسات.
لا لدولة أصولية و لا لدولة بوليسية
ما كان لمأساة الجزائر أن تكون بتلك الدموية أو بذلك الضياع العميق لو كان خيار الإقصاء والعنف من صنع السلطة وحدها. فقد تبين بأن هنالك تيارات داخل المجتمع قد نشأت حصريا للدفاع عن خيار الإقصاء والعنف.
مهما كانت الشكوك كبيرة حول دور السلطة الفعلية في تلاعبها بتلك التيارات، فهذا لا يقصي ضرورة إدلائها بتوضيحات، لإنجاز نقلة نوعية في صياغة المقدس في السياسة .
الدم الذي سُفك من قبل لم يعد مقدسا لوحده، بل بناء نظام سياسي يجعل مبدأ حقن دماء الجزائريين أمرا مقدسا أيضا، ولن يكون هذا ممكنا إلا في إطار دولة القانون، يبنيها بالتحديد أناس من أجل احترام وفرض احترام حقوق الناس.
إنه من التهور، الاكتفاء بحل المؤسسات والأحزاب والإخراج من أطلالها مؤسسات وأحزاب أخرى جاهزة للاستعمال لتزيين الواجهة الديمقراطية.
من الخطأ خاصة، الاعتقاد بأن الوحدة تكمن في تراجع العمل السياسي لصالح الانصهار والاندماج. فإن الاتحادات المقدسة والإجماعات المزيفة لا تُولّد غير حلول زائفة.
في كل محطة أساسية من تاريخنا، نجد أنفسنا مضطرين للاختيار بين وسائل العمل السياسي والأوهام السياسية. لقد قلنا في كل مرة، لا للأوهام السياسية، مُبرزين وسائل العمل السياسي.
دولة القانون، مؤسسات تستمد قوتها من شرعيتها، جهاز قضائي مستقل، قوى فعالة لترجيح موازين السلطة، حياة سياسية مُعدلة على أساس عقد وطني اجتماعي وسياسي يضمن الحريات الفردية والجماعية بنفس الصفة التي يضمن بها العدالة الاجتماعية.
الحق في الأمن وفي العمل والسكن وفي التربية والتعليم النوعيين، وفي العلاج النوعي، في عدالة نوعية، في بيئة نوعية، في فضاء ثقافي نوعي، كلها مسائل ومحاور تعني كل شرائح الشعب.
ولأنها مسائل تعني الجميع، فإنها تفتح المجال لمصالح متناقضة.
كيف تُسير هذه التناقضات؟
رفعت انتفاضة أكتوبر 1988 هذه المسائل من خلال تدفق الشبيبة إلى الشوارع فتصدت لهم السلطة بعنفها المعهود زارعة الموت ومستعملة التعذيب.
لقد كان من شأن التعديلات السياسية و الاقتصادية التي شُرع فيها من داخل النظام و التي قوبلت بمعارضة عنيفة من داخل وخارج النظام ، لم تتمكن من تفادي اندلاع الحرب.
استغرق الأمر 20 عاما من العنف والتشرد الأمني، السياسي والاقتصادي، لإثبات أن أسبقية الحقوق هي وحدها كفيلة بتسيير تضارب هذه المصالح.
من جهتنا ،نحن نُؤمن، بأن هذه التناقضات تُسير ببناء موازين قوى سياسية، قائمة على التشاور ،المحادثات والتفاوض السلمي و الاحتكام ، غير قابلة للاختزال عن طريق التلاعب،الخداع والعنف.
إننا اليوم بعيدون كل البعد عن ربح معركة البناء الديمقراطي للوطن و الدولة الجزائرية، لكننا نوشك أكثر من كل وقت مضى على رؤية بوادر هذا البناء التي حملتها شرائح كاملة من المجتمع. وقصد استعجال هذا المسار، يجب الإفصاح عن بعض الحقائق.
ليس وحده الخوف الذي يقف أمام استعادة الحق في التمتع بالحقوق.
فكسر جدار الخوف، ليس بالأمر الجديد:
هي المقاومة التي مورست طوال سنين الجمر والدم من طرف الذين نهضوا لإدانة الطغيان والإرهاب على حد سواء.
الجرأة هي الإعلان جهارا في 1992،لا لدولة أصولية و لا لدولة بوليسية كما فعل ذلك مناضلو جبهة القوى الاشتراكية و كل الذين وقفوا معهم . فالشجاعة و البصيرة هو الصمود الذي كان آنذاك أكثر من الوقت الراهن .إن تلاحم الخيارين البوليسي و الأصولي قد تحقق في النظام السياسي الحالي ، مما أدى بهما إلى فقدان المصداقية لدى مجمل المجتمع الجزائري.
كسر جدار الخوف هو:
ما قامت به عائلات المفقودين منذ سنوات بتحديهم للقمع والحظر.
ما فعله المحامون الذين ساندوهم وساعدوهم في إيصال كفاحهم إلى الساحات الوطنية والدولية.
ما قامت به عائلات ضحايا الإرهاب.
ما قام به الشباب عام 2024 في بلاد القبائل.
ما فعله شباب غرداية.
ما فعله شباب الأوراس.
ما فعله شباب وهران وما جاورها.
ما فعله شباب قسنطينة.
ما قامت به نساء حاسي مسعود اللاتي طوردن وأسيئت معاملتهن واللاتي تحدين قانون النسيان.
ما قامت به النقابات المستقلة التي تجرأت على بناء موازين قوى لصالح العمال لعدة سنوات.
ما قامت به بعض الجمعيات وكل أحياء البلاد التي ثارت جراء الإقصاء و الحقرة ..أضف إلى ذلك كتائب الحراقة…
حتى لو لم تتمكن هذه المقاومات من النيل من هذا النظام، فإنها قد ساهمت في تسليط الضوء على عيوبه و عجزه.
من أجل حق الشعب الجزائري في تقرير مصيره.
و مع ذلك، تفتقد هذه المقاومات المناهضة للظلم، للعنف والقهر لقاعدة اجتماعية أكبر.
ينقصها مساعدة ومساندة وسائل إعلام حرة ذات مصداقية.
هذه المقاومات في حاجة لرؤية بعضها البعض و معرفة ما يربطها و ما يُفرقها ؛ و كيف لا تقع في فخ التشتت،الانقسام و المناورات….
رغم ذلك، فمن غير المجدي أن نكذب على أنفسنا بعدم الإدراك بأن جدار الخوف قد استبدل وتفاقم في أقصى أعماق المجتمع بجدار الملل و الاشمئزاز إزاء فساد ورضوخ النخب المزيفة التي فُرضت في ظل الرعب،المافيا المالية – السياسية، الانتخابات المزورة في ظل الرقابة الصارمة التي فُرضت على وسائل الإعلام.
من المؤكد أن قرب الثورتين التونسية والمصرية منا، سيعطي دفعة للتاريخ.
من المؤكد أن الظرف الدولي في القرن الواحد والعشرين لم يعد يكتفي بدكتاتوريات القرن الماضي المتميزة بالفساد وفقدان الشعبية.
من الأكيد أيضا أن حقبة قد انتهت بمراجعها ووسائل هيمنتها. مرحلة أخرى هي في صدد الظهور حاملة معها فاعلين جدد ،أجيالا جديدة وأساليب جديدة في الكفاح.
أكثر من أي وقت مضى، إن حرية الشعوب في تقرير مصيرها، هي في جدول أعمال الجميع.
و في سبيل إيقافها، نرى نفس المخابر القديمة التي تسببت في مأساة هذا الوطن، تٌشهر حلولا وهمية.
حلولا، تتجاهل من جديد تعبئة المجتمع وتنظيمه السلمي.
لقد حدثت مناسبات في التاريخ حيث كانت ورقة اقتراع وحيدة، كافية للتعبير عن تقرير مصير شعب.
إنها الحالة، لوضع حد لحرب من أجل الاستقلال. لكن، لإيقاف حرب الانحلال الاجتماعي وتقرير مصير شعب تلزم تعبئة واسعة لكل شرائح المجتمع داخل جميع الأطر التي هي في متناوله.
انطلاقا من جمعية حي سكني وصولا إلى الحركة النقابية، من جمعية تدافع عن البيئة إلى حركة الطلبة الجامعيين وحركة النساء المناضلات لنيل حقوقهن، وصولا إلى طلبة الثانويات،البطالين، منظمة الكوادر المستقلين، المثقفين،الجامعيين وصولا إلى تنظيم جدي لرجال الأعمال وكل الشركات.
لكي لا يكون نشاط الأحزاب السياسية، رهينة صراع دائم لكسب مواقع داخلية.
لكي لا تكون الحياة السياسية الوطنية مجبرة على السبات ما بين موعدين انتخابيين.
لكي لا يكون مناضلو الأحزاب السياسية رهينة أجهزة تتفاهم فيما بينها قصد التفاوض على امتيازات لا مبرر لها.
و لكي لا تجد البلاد نفسها باستمرار بين خيار طاعون الحرب الأهلية وكوليرا الدكتاتورية السياسية أو الدينية.
يجب أن يكون تقرير مصير الشعب قادرا على الظهور في كل صغيرة و كبيرة في المدينة.
وحتى لا تصبح السياسة عملا منفصلا عن النشاط المدني الحقيقي.
ولكي يكون لكل مواطن جزائري حصة ومسؤولية في بناء وحماية وطنه. لا يمكن تلخيص هذه الحصة في مساندة فريق لكرة القدم أو إشهار العلم الوطني على الشرفات.
مع تفعيل ديناميكية نقاش وطني يتناول الانشغالات اليومية للمواطنين.
مع إضاءة من المفكرين الجامعيين والخبراء الملتزمين بمجتمعهم، على أساس الانشغالات والمعاناة التي يعيشها نفس المجتمع.
بفضل قوة قناعة والتزام المواطنين والمناضلين، ومع عودة الثقة بالنفس وبين الأفراد، سنشهد إعادة نسج الرباط الاجتماعي و السياسي.
من أجل انتخاب مجلس تأسيسي.
بعدما تتم مرحلة التعبئة الشعبية والسياسية للجزائريين نستطيع التطرق حينها إلى جميع الأطوار الانتخابية التي ستؤدي إلى إعادة بناء المؤسسات، التي من شأنها تسخير الحقوق، الأمن و ازدهار المواطنين والبلاد في ظل دستور جدير بهذه التسمية، لأنه سيكون متمخضا عن مجلس تأسيسي انتخبه بكل حرية جزائريون أحرار.
الذين سيشاركون في تجسيد هذا المسار، هم الجزائريون الأوائل الذين سيكونون فعلا أحرارا، أما الذين سيرحلون عن الدنيا قبل ذلك فلن تذهب جهودهم وتضحياتهم هباء.

حسين أيت أحمد في 22 مارس 2024

طلب مساعدة

التلميذ المجتهد و التلميذ الكسول

أراد التلميذ الكسول أن يصبح مجتهداً، فسأل زميله الالتلميذ المجتهد:
– ما الفرق بيني و بينك؟ و كيف أصبح مجتهداً مثلك؟
قال التلميذ المجتهد:
– الأمر بسيط جداً، إذا فعلت مثلما أفعل تصبح مجتهدا مثلي!
فكر التلميذ الكسول قليلاً ثم سأل:
– حسن، ماذا تفعل في الصباح؟
قال التلميذ المجتهد:
– أستيقظ باكراً ، و أذهب إلى الحمام ، ثم أخرج و أغسل يدي و وجهي جيداً بالماء و الصابون.
قال التلميذ الكسول:
– هذا أمر بسيط حقاً ، سأستيقظ كل صباح باكراً ، و أدخل إلى الحمام لقضاء الحاجة ، ثم أخرج و أغسل يدي و وجهي بالماء و الصابون.
أكمل التلميذ المجتهد:
– ثم أتناول طعام الإفطار بهدوء قبل ذهابي إلى المدرسة.
قال التلميذ الكسول:
– و سأفعل هذا أيضاً.
قال التلميذ المجتهد:
– في المدرسة أصغي جيداً لشرح الدروس حتى أفهم كل شيء من المعلمين.
قال التلميذ الكسول:
– و أنا سأنتبه لشرح الدروس و لن أفكر باللعب أثناء الشرح، و لن أعبث أيضاً بأشيائي و أشياء غيري!
فال التلميذ المجتهد:
– في باحة المدرسة لا أضرب التلاميذ الصغار و لا أعذبهم.
قال التلميذ الكسول:
– و أنا لن أعذب بعد اليوم التلاميذ الصغار و أسرق أقلامهم و أغراضهم.، بل سأساعدهم كما تفعل أنت.
– قال التلميذ المجتهد:
– و عندما ينتهي وام المدرسة أعود فوراص إلى البيت و أغير ملابسي و أغسل يدي ووجهي و قدمي بالماء و الصابون.
قال الولد الكسول:
– و أنا سأعود إلى البيت مباشرة بعد إقفال المدرسة أبوابها ، و لن أبقى للعب بالشارع، و فور وصولي إلى البيت سأبدل ملابسي و أغسل يديو وجهي و قدمي بالماء و الصابون، و لن تضطر أمي لندائي أبدا كي أدخل من الشارع.
قال التلميذ المجتهد:
– بعد تناول الطعام ، أضع كتبي على الطاولة و أبدا بقراءة دروسي و كتابة واجباتي المدرسية.
قال التلميذ الكسول:
– و أنا سأقوم بكل ذلك أيضاً

قال التلميذ المجتهد:
– بعد انتهائي من جميع فروضي المدرسية ، قد أخرج للعب في الحديقة المجاورة، حيث يوجد ملعب مخصص للأطفال.
قال التلميذ الكسول:
– و أنا لن ألعب بعد اليوم في الشارع بل في حديقة الأطفال بعد انتهائي من جميع فروضي المدرسي’
قال الولدان معاً
_ طبعا إذا سمحت لنا أمهاتنا بالخروج.
ثم ضحكا و هما يتصافحان كصديقين قديمين.

في اليوم التالي استيقظ التلميذ الكسول باكراً و دخل إلى الحمام وثم خرج و غسل يديه و وجهه بالماء و الصابون ، وتناول طعام الإفطار،و في المدرسة أصغى بانتباه شديد للمعلمين ففهم جميع الدروس ، و في الباحة ساعد التلاميذ الآخرين ، و عندما دق جرس الخروج من المدرسة رفض البقاء مع التلاميذ الكسالى للعب في الشارع بل عاد إلى البيت و فاجأ والدته بإسراعه إلى الحمام و غسل يديه و وجهه و قدميه بالماء و الصابون، و بعد تناول الطعام لم يخرج كالعادة إلى الشارع للعب مع رفاق السوء، بل جلس خلف الطاولة و درس الدروس و حل جميع الواجبات بسرعة كبيرة ، لأنه كان قد أصغى و انتبه لشرحها في الصف.
و عندها قالت له أمه:
– بارك الله بك يا ولدي، لقد غيرت عاداتك فجأة ما السبب! ألن تخرج إلى الشارع كي تلعب مع رفاقك؟ لقد أزعجوني و هم يسألون عنك!
ابتسم الولد بسخرية و قال:
أنا لن اذهب للعب مع هؤلاء أبداً، إنهم كسالى، سأعلمهم كيف يصبحون مجتهدين، فهل تسمحين لي الآن بالخروج للعب مع صديقي المجتهد ، ربما انتهى الآن من واجباته أيضاً.
في بيت التلميذ المجتهد اجتمع الصديقان و حكى التلميذ الكسول تفاصيل يومه لصديقه المجتهد.
قال التلميذ المجتهد:
– ستصبح فعلا تلميذا مجتهدا إذا كررت يومياً ما فعلته اليوم .
و هكذا استمر التلميذان بتطبيق برنامج حياتهما اليومي هذا حتى كبرا و صارا مهندسين مشهورين.

حمـى التيفو ئيد؛ حـذارى -للصحة

بسم الله الرحمن الرحيم
مرض معدى حيث يتوطن الوباء.اعلانه اجبارى.
حمى التيفوئيد , هو تسمم نقطة انطلاقه لنفاوى مسببه نوع من السلمونيلا.
ينتقل بكيفيتين مباشر وغير مباشر.
مباشر؛ نادر, عن طريق الايدى القذرة.
غير مباشر؛ أكثر شيوعا , عن طريق المياه و الاغذية الغير نظيفة.
و من أعراضه؛
المرحلة الاولى /أسبوع/حمى تصاعدية,
صداع,
عياء و اضطرابات فى الهضم/فقدان الشهية,
امساك, الام فى البطن,
والرعاف مذكر /بكسر الكاف/ هام.
المرحلة الثانية؛ حمى 40 درجة،
انهيار الحالة العامة,
اسهال ذو لون اصفر يذكر بعصير البطيخ،
تيفوس ؛ حالة عصبية تفقد الشخص تركيزه.
هذه اهم الاعراض.
فى حالة تأخر التشخيص , تظهر مضاعفات جد خطيرة.
العلاج؛ يجب ادخال المريض المستشفى.
يتم علاجه بمضادات حيوية مدة 21يوم و يشفى تماما باذن الله.
الوقاية؛ النظافة, مراقبة مياه الشرب من طرف الجهات المعنية.
التلقيح؛التيفومV يعطى مناعة لمدة 3 سنوات.

موسوعة أصول الفقه – الإصدار الثاني


موسوعة أصول الفقه – الإصدار الثالث

الوصف: برنامج موسوعي يضم بعض أهم مصنفات علم أصول الفقه، ويتيح البرنامج تصفح الكتب إضافة إلى خواص النسخ والبحث والطباعة، والكتب في البرنامج هي:

– أربع قواعد تدور الأحكام عليها، الشيخ محمد بن عبد الوهاب [موافق للمطبوع]
– إرشاد الفحول لتحقيق الحق من علم الأصول، الإمام محمد بن علي الشوكاني [موافق للمطبوع]
– إعلام الموقعين عن رب العالمين، الإمام ابن قيم الجوزية [موافق للمطبوع]
– القواعد النورانية الفقهية، الإمام ابن تيمية [موافق للمطبوع]
– مبحث الاجتهاد والخلاف، الشيخ محمد بن عبد الوهاب [موافق للمطبوع]
– الإبهاج في شرح المنهاج، تقي الدين السبكي وولده تاج الدين [موافق للمطبوع]
– الأشباه والنظائر في قواعد وفروع فقه الشافعية، الإمام جلال الدين السيوطي [موافق للمطبوع]
– الأصول من علم الأصول، الشيخ محمد بن صالح العثيمين [موافق للمطبوع]
– البرهان في أصول الفقه، عبد الملك بن عبد الله الجويني [موافق للمطبوع]
– التقرير والتحبير، محمد بن محمد ابن أمير الحاج الحنبلي [موافق للمطبوع]
– الرسالة، الإمام محمد بن إدريس الشافعي [موافق للمطبوع]
– المصالح المرسلة، الشيخ محمد الأمين الشنقيطي [موافق للمطبوع]
– المستصفى من علم الأصول، أبو حامد محمد الغزالي [موافق للمطبوع]
– قواعد الأحكام في مصالح الأنام، العز بن عبد السلام [موافق للمطبوع]
– روضة الناظر وجنة المناظر، الإمام ابن قدامة المقدسي [موافق للمطبوع]
– الموافقات، الإمام إبراهيم بن موسى الشاطبي [موافق للمطبوع]
– قواطع الأدلة في الأصول، منصور بن محمد السمعاني [موافق للمطبوع]
– من أصول الفقه على منهج أهل الحديث، زكريا بن غلام قادر الباكستاني [موافق للمطبوع]
– البحر المحيط في أصول الفقه، الإمام بدر الدين محمد بن عبد الله الزركشي [موافق للمطبوع]
– الفصول في الأصول، أحمد بن علي أبو بكر الرازي الجصاص
– القواعد في الفقه الإسلامي، الإمام ابن رجب الحنبلي [موافق للمطبوع]
– القواعد والفوائد الأصولية، ابن اللحام [موافق للمطبوع]
– اللمع في أصول الفقه، أبو اسحاق إبراهيم بن يوسف الشيرازي [موافق للمطبوع]
– المدخل إلى مذهب الإمام أحمد بن حنبل، عبد القادر بن أحمد بن بدران [موافق للمطبوع]
– المسودة في أصول الفقه، ابن تيمية [موافق للمطبوع]
– شرح الكوكب المنير، ابن النجار [موافق للمطبوع]
– مذكرة أصول الفقه، الجامعة الإسلامية بالمدينة النبوية
– معالم أصول الفقه عند أهل السنة والجماعة، محمد بن حسين بن حسن الجيزاني
– الإحكام في أصول الأحكام، أبي الحسن الآمدي
– نهاية السول شرح منهاج الوصول، جمال الدين عبد الرحيم الإسنوي [موافق للمطبوع]
– معجم المؤلفات الأصولية الشافعية، ترحيب بن ربيعان الدوسري [موافق للمطبوع]
– معجم المؤلفات الأصولية المالكية، ترحيب بن ربيعان الدوسري [موافق للمطبوع]
– العدة في أصول الفقه، القاضي أبو يعلى محمد بن الحسين ابن الفراء [موافق للمطبوع]
– القواعد والضوابط الفقهية المتضمنة للتيسير، عبد الرحمن بن صالح العبد اللطيف [موافق للمطبوع]
– المدخل المفصل لمذهب الإمام أحمد وتخريجات الأصحاب، بكر بن عبد الله أبو زيد [موافق للمطبوع]
– المنخول من تعليقات الأصول، محمد بن محمد أبو حامد الغزالي [موافق للمطبوع]
– شرح التلويح على التوضيح لمتن التنقيح في أصول الفقه، سعد الدين مسعود بن عمر التفتازاني [موافق للمطبوع]
– شرح مختصر الروضة، سليمان بن عبد القوي بن الكريم الطوفي الصرصري [موافق للمطبوع]
– علم أصول الفقه، عبد الوهاب خلاف [موافق للمطبوع]
– كشف الأسرار عن أصول فخر الإسلام البزدوي، عبد العزيز بن أحمد بن محمد، علاء الدين البخاري [موافق للمطبوع]

وقد تم إعداد الموسوعة بثلاث صيغ : صيغة ملف تنفيذي ( exe ) ، وصيغة ملف مساعدة ( chm ) ، وصيغة ( bok ) الخاصة بالموسوعة الشاملة، كما تم توثيق الكتب بترقيم الصفحات لتوافق المطبوع.



exe/22 MB

chm 38 MB

bok 22 MB